يعود مهرجان برلين ليفتتح موسم المهرجانات الكبرى في علم 2025، يبدأ المهرجان فعالياته في 13 فبراير ويستمر لمدة 10 أيام. أفلام مهرجان برلين لها مذاق خاص، فالمهرجان الأكبر عالميا على مستوى الحضور الجماهيري يفتح أبوابه لمئات الألاف من المشاهدين سنوياً في عاصمة أوروبية مليونية متنوعة الثقافات والأعراق.
هذا العام يحدث المهرجان مباشرة قبل انتخابات برلمانية ألمانية مشتعلة، ليضاف هذا التحدي لتحدي أخر مهم للأفلام المعروضة، وهي أنها مطالبة بالبقاء في أذهان الجماهير والنقاد طوال عام كامل تقريبا لتنافس في موسم الجوائز في بداية العام المقبل.
في العام الماضي تعرفنا في المهرجان على مئات الأفلام، بقى منها في الأذهان A different man ، Dying ، my favourite Cake ، Dahomey و بقى بشكل خاص الفيلم الفلسطيني الوثائقي No other land ، المرشح بقوة لخطف جائزة الأوسكار.
هكذا نختار لكم بالمثل 10 أفلام نرشحها للمشاهدة والتتبع خلال عام 2025، أفلام تجمع بين أسماء كبيرة منتظرة وأخرى تبدأ خطواتها الأولى.
أحدث أفلام المخرج الأمريكي الشهير ريتشارد لينكلاتر سيكون حاضرا في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين هذا العام، الفيلم يجمع فريق تمثيلي هوليووي بامتياز، ففي دور البطولة يعود إيثان هاوك صاحب التعاون الأطول مع لينكلاتر وينضم لهما مارجريت كوالي التي أصبحت أحد أكثر الممثلات الشابات شهرة داخل هوليوود. كوالي تعاونت خلال مشوارها القصير مع تارانتينو، لانثيموس، لينكلاتر بالإضافة لدورها الأهم مع فارغاه في «the substance».
تدور أحداث الفيلم في ليلة واحدة، ليلة ٣١ مارس من عام 1943، ليلة افتتاح العرض الموسيقي «أوكلاهوما» حيث يواجه الكاتب والمؤلف الغنائي لورينز هارت كيف ينهار عالمه شخصيا ومهنيا وكيف يتغير العالم على خلفية الحرب العالمية الثانية.
مرت 5 سنوات منذ أن حصد فيلم «Parasite» أربع جوائز أوسكار، تحفة الكوري الجنوبي «بونج جون هو» تركته بعدها وهو يبحث عن مشروع جديد، كما تركت متابعيه ومحبيه منتظرين لفيلمه الجديد أيضا «طفيلي»، الذي لم يحصد الأوسكار وفقط ولكنه جمع بينه وبين سعفة كان، حينما خرجت أخبار مبدأية عن عودته بفيلم جديد في برلين، انتظره كثيرون في المسابقة الرسمية للمهرجان لكن مبرمجي برليناله وضعوا الفيلم ضمن العروض الخاصة خارج المسابقة الرسمية، تماما كما حدث مع فيلم سكورسيزي الأخير في كان.
هل يعني عدم تواجد الفيلم في المسابقة الرسمية عدم وصوله للجودة التي يبحث عنها مبرمجي برليناله!، أم أنها فقط محاولة لوضع جون هو خارج المنافسة، أو لنقل فوق المنافسة، على الأقل مع فيلمه الأول مع فريق تمثيلي هوليوودس بقيادة روبرت باتينسون؟، هذا ما سنكتشفه قريبا.
ما نعرفه حتى الآن أننا سنشاهد كوميديا سوداء، تحدث بعض أحداثها في الفضاء، وهكذا يبدو أن رهان جون هو ليس بالسهل.
أسرة ألمانية تعيد اكتشاف نفسها مع قدوم مدبرة منزل سورية للعمل لديهم، مدبرة منزل لها أجندتها الخاصة، يبدو الوصف المختصر لفيلم «الضوء» مثيرا للاهتمام والقلق في ذات اللحظة.
يعود من خلال هذا الفيلم توم تيكفيه لمنافسات برليناله ضمن العروض الخاصة أيضا، يفتتح الفيلم المهرجان في أوقات صعبة، حيث يتصاعد المد اليميني الكاره للعرب واللاجئين داخل ألمانيا، هل سيكون الفيلم جزء من هذا أم محاولة لمواجهته.
تيكفيه هو واحد من أهم صانعي السينما الالمان، مع أفلام سابقة بحجم «Run Lola Run» , »Cloud atlas» و«Perfume: the Story of a murderer».
الفيلم الأهم في مهرجان العام الماضي لم يكن في المسابقة الرسمية ولم يكن في العروض الخاصة ولكنه كان في مسابقة بانوراما، نقصد هنا بالتأكيد الفيلم الفلسطيني الوثائقي «no other land» الذي حصد كل الجوائز الممكنه طوال عام لاحق عقب فوزه بجائزتي الجمهور وأفضل وثائقي من المهرجان في العام الماضي.
هكذا نترقب مشوار الفيلم الفلسطيني الوثائقي الذي يشارك في مهرجان برلين هذا العام، فيلم المخرجة الفلسطينية «عريب زعيتر» والذي يحمل عنوان «يلا باركور».
في الفيلم تحاول عريب استعادة ذكرياتها كطفلة في غزة، ملامح أمها وذكرياتهم أمام بحر غزة، وفي نفس اللحظة تحاول التواصل مع شباب فلسطينين يمارسون رياضة الباركور في غزة.
التدمير والحرب والمعاناة تحضر كلما تحدثنا عن غزة، لكننا هنا أيضا نشاهد فيلم عن بشر يريدون الاستمتاع بحياتهم ويريدون تذكرينا بأنهم قادرين على الابتسام والعثور على شعرة أمل وسط كومة من المأسي.
رغم وجود مسابقة مكتملة للأعمال الأولى للمخرجين ضمن مهرجان برلين هذا العام، إلا أن هذا الفيلم، ورغم كونه العمل الإخراجي الأول لمخرجته، قد تم اختياره للمنافسة في المسابقة الرسمية، نتحدث هنا عن «حليب ساخن» للمخرجة البريطانية ريبيكا لانيكيويكز.
يظل رغم ذلك الفيلم منتظر وبشدة كون لانكيويكز كاتبة بريطانية شهيرة، نتذكر لها قصة وسيناريو الفيلم البديع المتوج بالأوسكار «Ida».
تجمع لانكيويكز في عملها الأول طاقم تمثيل نسائي مثير للاهتمام، في مقدمتهم بطلة مسلسل «sex education» البريطانية إيما ماكي ويصاحبها ڤيكي كريبس الممثلة متعددة المواهب والتي يمكنها التمثيل بعدة لغات، فازت كريبس في 2022 بأفضل ممثلة في قسم «نظرة ما» في كان ثم فازت في 2023 بجائزة خاصة في مهرجان «تورنتو».
الفيلم يعدنا برحلة أم وابنة للساحل الأسباني بحثا عن علاج لمرض غامض.
في «أحلام» يحضر المكسيكي ميشيل فرانكو للمسابقة الرسمية في برلين رفقة طاقم تمثيلي في مقدمته الأمريكية جيسيكا شاشتين، عن قصة حب تبدأ بين امرأة أمريكية غنية وبين راقص باليه مكسيكي.
فرانكو لديه حصيلة مميزة من جوائز المهرجانات، فقد فاز بجائزة لجنة التحكيم في ڤينيسيا في 2020 مع فيلمه «new order» وكان قد فاز من كان بعدة جوائز أبرزها جائزة أفضل سيناريو عن «Chronic» في 2015. هل يضيف فرانكو جائزة برلينية لخزانته؟
لكل مهرجان مخرجين مفضلين، وبالنسبة لبرلين فإن المخرج الروماني رادو جود أحد المفضلين دون شك. فاز جود بالدب الذهبي لأفضل فيلم في عام 2021 كما فاز بالدب الفضي لأفضل مخرج في 2015.
سينما رادو جود لها طابع خاص، يبدو فيها الخط الفاصل بين الضحك والبكاء، الكوميديا والتراجيديا، رفيع للغاية.
الرجل الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في لوكارنو في العام الماضي يحضر إلى برليناله بفيلم «كونتيننتال 25» حيث تجد امرأة رومانية نفسها أمام معضلة أخلاقية حينما تصبح مسئولة عن تنفيذ أمر إخلاء أحد المشردين من البدروم الذي يعيش فيه.
فيلم يجمع في طاقمه التمثيلي بين ماريون كوتيار وغاسبار نوى، عن فتاة تشاهد فيلم مبني عن قصة «ملكة الثلج»، يبدو هذا تقديم كافي يشجعنا على مشاهدة الفيلم الذي سينافس في المسابقة الرسمية للمهرجان.
الفيلم من إخراج الفرنسية لوسيل هادجهاليلوفيتش التي ربما تمني نفسها لتكرار الإنجاز الفرنسي بحصد الدب الذهبي، بعد أن حصدت أفلام فرنسية الجائزة في العامين الماضيين.
في فبراير 2020 قام متطرف يميني ألماني بقتل ٩ شباب رميا بالرصاص خلال ساعة تقريبا في موقعين مختلفين داخل مدينة هاناو الألمانية، قتل هذا المتطرف النازي هؤلاء الشباب ظنا منه أنهم ليسوا "ألمان أنقياء" أو أصحاب أصول مهاجرة.
يتتبع الفيلم شهادات الناجين وأهالي الضحايا، ويطرح أسئلة شديدة الخطورة عن إمكانية تورط الشرطة الألمانية والساسة الألمان في القتل على الهوية.
يتواجد فيلم عربي وحيد في المسابقة الرسمية لبرليناله هذا العام، فيلم «يونان» للمخرج السوري أمير فخر الدين يعد بالكثير من خلال فريق تمثيلي يجمع اللبناني جورج خباز والفلسطيني علي سليمان والممثلة الألمانية الأيقونية هانا شيجولا الفائزة بجائزة أفضل ممثلة من برليناله في 1979 والدب الذهبي الشرفي في 2010.
تدور أحداث الفيلم عن كاتب عربي يعيش في المنفى، يعاني من الاكتئاب ويريد أن ينهي حياته. تبدو قصة الفيلم وفريقه كفرصة ممتازة لجائزة عربية طال انتظارها في مسابقة برلين الرسمية.
أفلام يجدر الإشارة إليها
11- What does that nature say to you
الكوري الجنوبي هونج سانج سو، الابن المدلل لمهرجان برلين، يتواجد في المسابقة الرسمية مرة أخرى بفيلم حواري، في جعبة الرجل ٤ دببة فضية من برلين حصدها خلال السنين الأخيرة.
12- The settlement
الفيلم المصري الوحيد في مسابقة «perspectives» الجديدة لأعمال العمل الأول لمخرجيها، المخرج محمد رشاد والمنتجة هالة لطفي يعدان بفيلم عن المصريين الذين لا نراهم عادة في السينما.
13- Heldin
الممثلة الألمانية ليوني بينيش بطلة فيلم «the teachers' lounge» الذي ترشح للأوسكار في 2024 تعود هذه المرة من خلال دور ممرضة في مستشفى ألمانية تحظى بمناوبة ليلية لا تتمناها لألد أعدائك.
14- Maya give me a title
فيلم رسوم متحركة من صناعة المخرج الفرنسي المحبوب ميشيل جوندري، صانع التحفة السينمائية «Eternal sunshine of the spotless mind» يقدمه كهدية لابنته ولمشاهدي برليناله.
15- Khartoum
فيلم سوداني تسجيلي يحضر في قسم بانوراما، ٥ مخرجين يقدمون حكاية مدينة تحت وطأة الحرب.
16- The ugly stepsister
حكاية سيندريلا ولكن بشكل مقلوب، حكاية أخت سيندريلا التي تعاني من الجمال الخارق لشقيقتها، هل هذا فيلم رعب ؟
17- A complete unknown
تيموثي شالاميه يجسد بوب ديلان، فيلم مرشح لثمان جوائز أوسكار استدعته برليناله في العروض الخاصة للاستفادة من النجومية المفرطة لبطله.
18- The thing with feathers
فيلم قادم من مهرجان «صاندانس»، في البطولة نشاهد بنديكت كامبرباتش وهو أب يصارع الحياة بعد الرحيل المفاجئ لزوجته وأم أبنائه، فيلم وصفه بعض النقاد بأنه يحمل الأداء الأفضل لكامبرباتش منذ سنين
19- The Tale of Daye's Family
يشارك فيلم «ضي .. سيرة أهل الضي» للمؤلف المصري هيثم دبور والمخرج كريم الشناوي في قسم «Generations»، يدور الفيلم عن شاب مصري نوبي صاحب بشرة شديدة البياض وصوت ذهبي يحاول بداية مشواره يرافقه صوت محمد منير.
20- The last day
يشارك فيلم «أخر يوم» المصري القصير للمخرج محمود إبراهيم خريج المعهد العالي للسينما في الإسكندرية في قسم «forum expanded»، في الفيلم نشاهد آخر أيام مودي وزياد في منزل العائلة الذي سيتم هدمه ضمن أعمال تطوير المدينة، في نفس اللحظة التي يشاهدون فيها هدم قوات الاحتلال الإسرائيلي لمنازل الفلسطينيين في حي الشيخ جراح.